M3-AHMAD مدير الموقع
عدد الرسائل : 123 الموقع : معاوية - فلســـ المحتلة ـــين تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: (( مذكرات رجل )) أعجبتني فنقلتها لكم ...&&..مــ نـــ الجمعة يناير 11, 2008 6:21 am | |
| واقع أعيشه دائما..... وحياة إعتدت عليها.... أملك الكثير ولكن ..أحس بأنني لست سعيدا.... من يسمع قولي هذا سيقول ..هذا شاب فارغ العقل أو يعاني من الفراغ..... لا أعلم في الواقع .... أحس بأنني كالتائه في هذه الدنيا وأعيش صراعا مع نفسي.... لماذا أنا هكذا ؟؟؟؟؟
كالعادة صباح كل يوم أذهب إلى الجامعة وألتقي بالأصدقاء ونذهب إلى الكافيتيريا قبل موعد المحاضرات ونأخذ نحن الشباب (مكياطة) ( علاش ؟؟؟ بيش نعدلوا هالمزاج عالصبح على قولتنا ) ، بينما الفتيات اللواتي معنا كن يفطرن فطورا كاملا ... لدرجة أحيانا أنهن يدخلن متأخرات على موعد المحاضرة.....
وعند الإنتهاء من المحاضرات ( هذا إن حضرتها كلها ... ) نجلس من جديد في الكافيتيريا .... وحدث ولا حرج عن الضحك والسخرية وإلقاء النكات بصوت عال.... بإختصار كنت أستمتع بوقتي أكثر في الجامعة و ( نفرهد زي ما يقولوا ) .... تقريبا هذا هو روتيني اليومي.
عندما أرجع للبيت أقطع وقتي بالدراسة أحيانا وخصوصا عند إقتراب الإمتحانات ... فإنني أتعب كثيرا في محاولة التعويض عما كنت لا أدرسه أيام المحاضرات .. ..... أما إن لم أدرس في البيت ... فإنني أمضي وقتي خارجه..... ربما كنت مهملا ....ولكنني لم أكن أسمح لنفسي بأن أرسب في أي مادة ... والحمد لله.
ذات صباح كنت جالسا على سور ( كلية الهندسة ) المقابل لبريد ( كلية العلوم ) (( طبعا من درس هناك فإنه سيعرف تلك المنطقة )) .... وأنتظر أحد الأصدقاء ....وعندئذ رأيتها .... نعم ...... رأيت ملاكا لم أر مثله في حياتي...... لا أعرف ماالذي دهاني ..... ولكن كل ما أعرفه هو أن قلبي خفق بعنف لفتاة لا أستطيع وصفها.
كانت قد نزلت للتو من سيارة والدها على ما أظن وإتجهت مباشرة إلى مدرجات العلوم .... ولم أشعر بنفسي إلا وقدماي تتبعانها ....... لا تضحكوا .... ولا تقولوا هذا مراهق أو أحمق..... قد أبدو أحمقا .... ولكنني لست مراهقا ....... فمراهقتي عشتها ( بالطول وبالعرض ).
كدت أن أدخل إلى القاعة التي دخلت إليها عندما ناداني صديقي .... ( وينك ..؟؟؟ جيت وما لقيتكش ...!!! ) إلتقت إليه وأنا أحاول أن أخفي ضيقي (( والله ماوقتك ... لازم تخرب ..؟؟؟ أووف ...!!! )) هذا ماقلته لنفسي عندما أصبح بمواجهتي..... وتحججت بأنني كنت قد مللت الإنتظار وأردت أن أتمشى.
لا أعرف كيف مر يومي إذ لاحظ الأغلبية من أصدقائي شرودي وعزوفي عن الحديث بينما عقلي مشغول بملاكي الجميل .... من هي .... أود التعرف إليها ........ لم أضيع وقتي إذ في نهاية اليوم تسللت لبرهة مبتعدا عنهم إلى جداول الطلبة وبحثت وعرفت في أي مجموعة تدرس.
مع مرور الأيام توصلت إلى معرفة الفتاة عن طريق فتاة أخرى أعرفها من مجموعتي .... لا تفهمونني خطأ... فلم أكن على علاقة بها...... وكل ماشعرت به كان صادقا ونابعا من القلب.... تخليت عن ملاحقة الفتيات إذ أصبح ملاكي هو كل ما أراه ....... وإنقلب حالي 180 درجة .
أصبحت أدرس بجد فأنا في آخر فصل في قسم الحاسب الآلي ....... وأعمل بعد الظهر......وأدرس ليلا .... وأستيقظ مبكرا شاعرا بالإرهاق ولكنني سعيد.
قد يستغرب القارئ ويقول مستحيل حدوث ذلك ......... ولكنه حدث .... أؤكد لكم ...... لقد تغيرت إلى إنسان آخر... أصبح لحياتي قيمة بعد أن كنت إنسانا عابثا..... لماذا ذلك ....؟؟ لكي يرضى عني ملاكي ....... ويقبل بي.
لقد إستغرب اقرب أصدقائي وقال لي ( شن عاجبك فيها ...؟؟). ولم أجبه ....إذ لايرى ما أراه أمامي....... فهي فتاة محجبة راقبتها كثيرا لأتأكد من أخلاقها ..... فما وجدت إلا فتاة طاهرة ..... خلوقة ...... أين البنات اللواتي كنت أصاحبهن منها ...؟؟؟ لم أعد أنظر إلى الشكل .... بل ما همني هو جمال الروح.
كنت أعلم أنها تعرف بشعوري إذ تجرأت قبل التخرج وقلت لها بأنني أود التقدم لخطبتها .... وفهمت منها بأنها موافقة .... وهكذا إرتحت .... فقد أصبحت لي أخيرا .
ألححت على والدتي لتذهب لتخطبها لي قبل مناقشة مشروع تخرجي .... فأنا ميسور الحال .... ولا أحتاج إلى الشهادة ..... وتمت الخطبة وإكتملت سعادتي.
مع مرور الوقت إزداد تعلقي بها وزاد مجهودي في المشروع ...حتى يوم المناقشة.....
مر يوم المناقشة على خير وتلقيت التهاني بمناسبة ذلك ...... وأرسلت ( مسج ) لخطيبتي لأبلغها بذلك فهي لم تأتي اليوم لإنشغالها بالتحضير لإمتحان الغد.
رجعت للبيت وتوجهت إلى غرفتي مسرعا لأتصل بها..... هي : ( آلو .... أحمد .... كيف حالك ....؟؟ ) أنا : الحمد لله تمام وأنت شن أخبارك ...؟؟؟ هي : تمام الحمد لله .....مبروك عليك المناقشة. أنا: الله يبارك فيك ولو أنها مش حلوة بدونك.
مرت لحظة صمت ....... ظننت فيها بأن الإتصال قد قطع .... فقلت : ( آلو ..... ملاك .... ) ملاك : نبي نقولك حاجة . أنا: خير إن شاء الله ...؟؟؟ ملاك : نبي نفسخ الخطبة .... وما تسألنيش علاش . أنا بصدمة : شنوووووو .....؟؟ ملاك بتوتر : أسمع يا أحمد .... حني مش مناسبين لبعض ومن الأحسن ... أننا نفترقوا .... توا خير من بعدين ...آسفة جدا .... ونتمنالك الخير .... مع السلامة . وأنهت المكالمة وأنا مذهول....
أصبت بالصدمة ..... أو بالأحرى أخرست ....... كنت كمن تلقى لطمة عنيفة على وجهه ....و أحسست بأنني قد مت.
أفقت من ذهولي وإنتابني الغضب .... ونزلت الدرج ركضا إلى مدخل البيت .... كانت سيارتي على الجانب الآخر من الطريق .... وكان كل ماأراه أمامي هو صورتها ..... ولم أسمع إلا صوت أخي الكبير وهو يصرخ بفزع ....... ( أحمد ..... رد بالك ...) أحسست بضربة عنيفة ولم أشعر بشئ بعدها إذ غرقت في سواد عميق.
أفقت من أفكاري على صوت إبنتي الصغيرة ذات الأربع سنوات وهي تقول : ( بابا .... خيرك سرحان ...؟؟ ) فإبتسمت قائلا : ( شي يا قمر .... غير كنت نكتب شوية وسرحت ... ) نظرت إلى بعينيها اللوزيتين الجميلتين قائلة ببراءة : ( بابا ... ) إلتفت إليها بإهتمام شاعرا بها ( نعم حبيبتي ..؟؟؟) إقتربت مني وجلست على حجري قائلة : ( عادي نسئلك ليش إنت تعرج ...؟؟؟ ما تزعلش ..؟؟؟)
إبتسمت ناظرا في عينيها قائلا بخفوت : ( ضربتني سيارة زمان ... ) هي : ( ليش ...؟؟؟ ) أنا بإبتسام : ( لأني ما كنتش منتبه للطريق ..... مش ديما نقولك شوفي يمين ويسار...؟؟؟ بوك ما كانش راد باله هداك اليوم ...) أحاطتني بيديها الصغيرتين قائلة : ( بعيد السو عليك يابابا ... ) أحطتها بذراعي وقد خفق قلبي بحب عارم قائلا : ( الله يخليك ليا يا حبيبتي .... يلاااا بري شوفي ماما بالك تبيك ..)
إنصرفت الصغيرة وإلتفت لأكمل ما كنت أكتبه منذ لحظات على الكمبيوتر.....
(( لا أعرف السبب الحقيقي لتركها لي ..... ولكن أكثر ما آلمني هو قولها بأنها لاترتبط بشاب عابث ..... لم تعطني فرصة .... إذ حطمتني وحطمت كل ما آمنت به ..... أصبحت حطام إنسان .... وبعد الحادث بمدة قصيرة لملمت نفسي مدركا ....... بأن ما في القلب يبقى في القلب ...... ويجب أن لا أحزن والدي أكثر من ذلك ....)).
توقفت عن الكتابة إذ تناهى إلى سمعي صوت إبنتي ( قمر ) وهي تضحك بحبور فشعرت بالسعادة .... إذ تزوجت بإمرأة خلوقة وطاهرة...إمرأة علمتني معنى الحياة ...... ورزقني الله بإبنة هي قرة عيني ..... وسميتها قمر .
أحب زوجتي كثيرا ولكنني كتبت هذا ليتعظ منها الشباب العابث ..... هذا إن فهموا حكايتي وقرأوها جيدا.... فقدت ملاكا.... ولكنني وهبت شمسا وقمرا هما كل حياتي.
أحسست بالإرتياح عندما إنتهيت وضغطت على زر ( أضف هذه المشاركة ) بالمنتدى ........ وكان عنوان قصتي هو ..... ( مذكرات رجل ) .
م ن ق و ل | |
|